كلمة الرئيس

كلمة الرئيس

إن ما نشهده اليوم من تطورات هائلة ومتسارعة في علم وصناعة الروبوت والذكاء الاصطناعي يدفعنا بشكل كبير الى الاهتمام بهذا العلم وتسخير العقبات امام المبدعين في وطننا العربي وإتاحة الفرصة لهم لإظهار مهاراتهم وإمكانيتهم في تطوير انظمة روبوتية قادرة على تقديم الخدمات وتطوير العمل في كافة القطاعات ، فقد عمدت غالبية دول العالم الصناعي الى الاستثمار في هذا الحقل وتسخير الامكانيات الهائلة للبحث والتطوير في مجال الروبوت ايماننا منها بأهمية هذه العلم وفائدته على البشرية وقدرته على تحسين الظروف المعيشية، وما هذه الجمعية العربية للروبوت الا خطوة جدية وبناءة تجاه هذا الهدف والذي اصبح يشكل ضرورة حتمية ومتطلب هام ، كيف لا وطننا العربي يزخر بالآلاف من المبدعين والمخترعين والمبتكرين وأصحاب القدرات والعقول البناءة والتي تنتشر في كافة انحاء العالم ، وقد حبانا الله سبحانه وتعالى بإمكانيات بشرية ومالية قادرة على الابداع والابتكار والاختراع اذا ما اتيح لها المجال و البيئة الخصبة والمشجعة .كما ان مسؤوليتنا كتربويين وأكاديميين وباحثين ومتخصصين تدفعنا للعمل بشكل جدي على إطلاق المبادرات العلمية وتوفير جميع الفرص الملائمة لهؤلاء المبدعين من الشباب من اجل تسخير قدراتهم وطاقاتهم والاستفادة منها في بناء وطن عربي حضاري ومتجدد ومواكب للتطورات الكبيرة في كافة مجالات الحياة . كيف لا وقد كان وما زال وسيبقى العلم والتعليم هما حجرا الأساس في تطور ونهضة الأمم والشعوب ، وإذا كانت التقنيات الحديثة والتكنولوجيا هي صبغة هذا العصر والسمة الدارجة له ، وان كان علم الروبوت هو احد أهم هذه التكنولوجيا في هذا الوقت إن لم يكن أهمها ، فإن من واجبنا السعي بشكل جدي وعملي لإدخالها في مناهجنا وخططنا التعليمية من اجل إكساب طلبتنا المهارات الضرورية وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لتمكينهم من مواكبة التطورات الهائلة ، ليس فقط لصبحوا مستهلكين ومستخدمين ، بل من اجل الارتقاء بمستوياتهم ليصبحوا مطورين وصانعين لهذه التكنولوجيا .من اجل ذلك اتت الجمعية العربية للروبوت والذي ساهم في تأسيسها نخبة من المخلصين الفاعلين المتطلعين للمستقبل ممن بذلوا الجهد الكبير في إعداد خططها وتنفيذ أنشطتها ومن مختلف الدول العربية كأول مؤسسة عربية بأهداف محددة من ابرزها تحفيز المؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث والتطوير في الدول العربية للاهتمام بعلم الروبوت ، و نشر الوعي المعرفي بعلم الروبوت ودوره في التقدم العلمي والتكنولوجي، وتبادل الخبرات العربية والعالمية و الاطلاع على التجارب الناجحة في مجال الروبوت واستخداماتها وتشخيص الوضع الحالي لعلوم الروبوت في الوطن العربي وإلقاء الضوء على أهم الإنجازات العربية في هذا المجال. وتشكيل قاعدة بيانات متخصصة بالمؤسسات والجامعات ومراكز الأبحاث التي تعنى بعلوم الروبوت في الدول العربية.وغني عن القول إن ما يكمن في أعماقنا من مؤسسين وأعضاء في الجمعية ، من قوةٍ وعزم وإرادةٍ وطموحْ ، لكفيلُ بعون الله تعالى من تحقيق التطلعات و بلوغ الأهداف ،ونواة لتهية المناخ المناسب والمثمر للعمل العربي المشترك وان يكون بداية لتفجير الطاقات واحتضان الابداعات في مجال علم الروبوت والذكاء الاصطناعي .والله الموفق ،